أطفال ونساء في خطر.. نقص الغذاء والموارد يفاقم الأزمات في أفغانستان

أطفال ونساء في خطر.. نقص الغذاء والموارد يفاقم الأزمات في أفغانستان
مسن أفغاني يحاول إشعال الخشب خلال فصل الشتاء

حذّر برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي من تفاقم أزمة الجوع في أفغانستان، مؤكدًا أن ملايين السكان يواجهون خطر المجاعة مع حلول فصل الشتاء القاسي، وأشار البرنامج إلى أن استمرار الأزمة ناتج عن مجموعة متشابكة من العوامل تشمل الجفاف المستمر، والانهيار الاقتصادي، والنزوح القسري، والزلازل، وتراجع المساعدات الدولية، ما يجعل التدخل العاجل ضرورة ملحة لمنع وقوع كارثة إنسانية شاملة.

وذكرت وكالة "خاما برس" الأفغانية الخميس أنه -وفقًا للبرنامج- يتضرر نحو 17 مليون شخص في أفغانستان من انعدام الأمن الغذائي، بينهم أربعة ملايين طفل معرضون لخطر سوء التغذية، وأكدت الوكالة أن استمرار نقص الغذاء يفاقم الفقر ويزيد احتمالية حدوث نزوح داخلي واسع النطاق، فضلاً عن ارتفاع معدلات الأمراض بين الفئات الأكثر ضعفًا، بمن في ذلك النساء الحوامل والأطفال.

الاحتياجات العاجلة

لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسكان خلال الأشهر الستة المقبلة، طلب برنامج الأغذية العالمي تمويلاً بقيمة 468 مليون دولار، مؤكداً أن أي تأخير في تقديم الدعم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة ويترك ملايين الأشخاص في مواجهة مباشرة مع الجوع والفقر المدقع، وأوضح البرنامج أن تدفق المساعدات الغذائية وحده غير كافٍ، بل يلزم أيضًا دعم الرعاية الصحية وبرامج بناء القدرة على الصمود لضمان استقرار سبل العيش في المناطق الأكثر تضررًا.

منذ سيطرة طالبان على السلطة في أغسطس 2021، شهدت أفغانستان تدهورًا مستمرًا في الوضع الإنساني، فقد أدى انهيار الخدمات الحكومية إلى تعثر توصيل المساعدات، في حين تسببت العقوبات الدولية في تراجع التدفقات المالية، ما ترك ملايين المواطنين يعتمدون على المساعدات الطارئة لتلبية احتياجاتهم الأساسية، كما أدت موجات الجفاف والزلازل الأخيرة إلى تدمير المحاصيل والبنية التحتية، وزيادة الضغط على المجتمعات الهشة التي تستضيف اللاجئين والنازحين من المناطق المجاورة.

التداعيات على الأطفال والنساء

يشدد خبراء برنامج الأغذية العالمي على أن الأطفال والنساء الحوامل والأسر الفقيرة يمثلون الفئات الأكثر تعرضًا للخطر في أفغانستان فمع نقص الغذاء وانعدام التدفئة الكافية في فصل الشتاء يواجه الأطفال مخاطر سوء التغذية والأمراض، بينما تتزايد معاناة النساء الحوامل اللائي يفتقرن إلى الرعاية الطبية الكافية، وحذر البرنامج من أن أي تأخير في الدعم قد يؤدي إلى وفاة العديد من الأشخاص نتيجة الجوع والأمراض المرتبطة به.

دعت الوكالة المجتمع الدولي إلى عدم التخلي عن أفغانستان خلال الأشهر القادمة، مؤكدة ضرورة تضافر الجهود لتقديم مساعدات عاجلة ومستدامة تشمل الغذاء، والرعاية الصحية، ودعم برامج الصمود الاقتصادي والاجتماعي، كما شددت على أهمية تدخل المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات إلى المجتمعات الأكثر هشاشة، وتخفيف تأثير الكوارث الطبيعية والنزاعات على السكان.

التحذيرات الأممية

حذرت الأمم المتحدة من أن نحو 22 مليون شخص في أفغانستان سيعتمدون على المساعدات الإنسانية في عام 2026، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة ويؤكد الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل، وأكدت أن استمرار التدهور دون دعم دولي سريع سيزيد من دوامة الفقر والجوع والنزوح، ويهدد الاستقرار طويل الأمد في البلاد والمنطقة بأكملها.

تعاني أفغانستان منذ سيطرة طالبان على السلطة من أزمة إنسانية متشابكة تشمل انعدام الأمن الغذائي، وضعف الخدمات الحكومية، وتراجع المساعدات الدولية، وتعتمد ملايين الأسر على المساعدات الطارئة للبقاء على قيد الحياة، في ظل شتاء قاسٍ يفاقم معاناتهم اليومية، وتضيف الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والزلازل ضغطًا إضافيًا على المجتمعات المحلية، كما يزيد النزوح الداخلي والخارجي من هشاشة السكان، وتشير التقارير الأممية إلى أن التدخل الدولي المستدام، بما يشمل الغذاء والرعاية الصحية ودعم برامج الصمود، يمثل السبيل الوحيد لمنع كارثة إنسانية وشيكة وضمان حياة كريمة للملايين من الأفغان، خصوصًا الأطفال والنساء الذين يمثلون الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية